المقدمة

المخطوطات الدينية هي الأكثر شيوعا من بين مخطوطات قمران, التي عثر عليها في أحدى عشر كهف بالقرب من خربة قمران. بالمواقع الأخرى تم العثور على وثائق ورسائل كتبت اغلبها على ورق البردى. جميعها دفنت في الكهوف بيد الهاربين من الحرب. جزأ من المخطوطات حفظ بأكمله إلا ان أكثرها وصلتنا منها آلاف الأجزاء من الجلد وورق البردى.

مخطوطات مغارة قمران

تعتبر مخطوطات قمران من اهم الوثائق دينيه. تقسم النصوص الى نوعين: نصوص "التوراة", التي يطابق مضمونها فحوى التوراة, والنصوص "ليست من التوراة" والتي يحتوي مضمونها على فحوى ديني كان شائعا جدا خلال الفترة الرومانية وهي مربوطة نوعا ما الى التوراة. بعض من هذه النصوص يعتبر "طائفي" إذ أنها تصف عقائد وعادات لبعض الطوائف الدينية المميزة.

مدخل الكهف رقم 11 في قمران
تصوير:
الكسندر شيك

تاريخ المخطوطات بين القرن الثالث ق.م. وحتى القرن الأول ميلادي, قبل خراب الهيكل الثاني (عام 70 ميلادي). كُتِبتْ الأكثرية من بين المخطوطات باللغة العبرية لكن بعضها كتبت باللغة الآرامية والبعض الاخر باليونانية. أكثرية المخطوطات كتبت على الجلد والبعض على ورق البردى. مخطوطة واحدة فقط نحتت على النحاس.

مخطوطات التوراة

صنف اكثر من 230 مخطوطة لفئة تدعى "مخطوطات نصوص التوراة". تلك هي نسخ عن فقرات من التوراة. كان لتعلم النصون مكانة خاصة, منذ فترة بيت الهيكل الثاني, حيث اعتبرت بمثابة أقوال الله المنزله. هنالك العديد من الأثباتات ان خلال فترة نسخ المخطوطات لم يكن نص ديني واحد موحد متفق عليه. النص الديني الكنسي الأول تم كتابته بفترة تاريخية لاحقة.

PAM 43.784
11Q5 Psalmsa
سفر مزامير
انظرو الأضافات في النص

تتواجد من بين المخطوطات نسخ كاملة او أجزاء لكل أسفار التوراة, ما عدا سفر أستير. ما يقارب 12 من بين مخطوطات التوراة كتب باللغة العبرية القديمة المميزة لفترة بيت الهيكل الأول وليس وفقا للخط الذي كان متبعا خلال بيت الهيكل الثاني, هي الفترة التي كتبت فيها المخطوطات. العديد من نصوص مخطوطات التوراة تشبه نص "التقليدي" للتوراة الذي يعود للقرن السابع والثامن ميلادي والذي لا زال يستعمل حتى أيامنا. الشبه بين المخطوطات يثير الدهشة لا سيما ان مخطوطات كهوف قمران, كتبت أكثر من ألف عام قبل نصوص التوراة التي كانت معروفة لنا حتى اكتشاف نصوص قمران. إلا ان البعض من نصوص قمران, يختلف عن نصوص " التقليدي " في اللغة والخط. إضافة او حذف مقاطع تشير الى حرية الكتابة التي شعر فيها الكتاب حينما أدخلوا التعديل على النصوص اثناء نسخها.

المخطوطات غير التوراة

حفظت مخطوطات قمران العديد من الكتابات التي شاعت خلال فترة بيت الهيكل الثاني, منها الأسفار القانونية, مزامير وصلاوات, نصوص دينية, تقويم سنوي وغير ذلك. البعض من بين تلك النصوص كان معروفا قبل العثور على مخطوطات صحراء يهودا وذلك لأن ترجمتها حفظت لنا منذ بيت الهيكل الثاني. تلك المخطوطات عرفت لدى الباحثين بأسم "ما بعد المخطوطات" او "متأخرة للمخطوطات", من بينها سفر اليوبيلات الذي كان معروفا فقط وفقا للنص الأثيوبي واليوناني قبل ان عثر على النص العبري في قمران. العديد من النصوص التي ليست من التوراة لم تكن معروفة قبل العثور عليها في قمران.

القاسم المشترك للمخطوطات التي عثر عليها في قمران ان جميعها تشدد أهمية المعتقدات الدينية.

يتفق الباحثون فيما بينهم بأن القسم لأكبر من تلك النصوص كان مقبولا على المجتمع اليهودي, في الوقت ذاته, توجد بعض من النصوص التي تعكس عقائد فئات أخرى. كما أن هنالك خلاف بين الباحثين حول مواضيع متنوعة في تلك النصوص. مثلا: الى أي الفئات الدينية تعود تلك المطوطات؟ او ماذا كانت العلاقات المتبادلة بين الفئات المختلفة؟

العديد من النصوص الطتئفية التي عثر عليها في قمران تتداول التدنيس والطهارة والوضوء في أحواض الماء كالتي عثر عليها في قمران.
تصوير:
تسيلا ساجيف

مخطوطات طائفية

ما يقارب ربع المخطوطات من مجموعة "غير التوراة" تسمى "طائفية". فهي تعكس نمط الحياة اليومي لفئة معينة. تشمل تلك النصوص تفسيرات للآخرة, مقطتفات لطقوس دينية, وقوانين لأدارة الجياة اليومية للجماعة. في بداية البحث ساد الأعتقاد ان جميع المخطوطات من قمران تابعة لطائفة الأيسيين – واحدة من بين ثلاث فئات يهودية ذكرت في المصادر التاريخية القديمة. وقد طرأ تغيير على وجهة النظر هذه خلال الآونة الأخيرة, إلا ان البعض من الباحثين لا زال يربط بين المخطوطات وطائفة الأيسيين.

مخطوطات من مناطق أخرى

عثر على مخطوطات قمران بمواقع أخرى خارج كهوف قمران, يعود تاريخها لفترة بيت الهيكل الأول (القرن الثامن ق.م) وحتى القرن الحادي عشر ميلادي. نجد ضمن هذه المجموعة المخطوطات على ورق البردى من وادي "دالية" التي كتبت باللغة الآرامية (القرن الرابع ق.م) والمخطوطات باللغة العربية من الموقع خربة "ميرد" (هوركانية, القرون السابع – الثامن ميلادي). الأكثرية من المخطوطات هي نصوص يهودية كتبت خلال الفترة الرومانية, البعض منهم عثر عليه في "مسادا" والبعض من أيام ثورة "بار كوخبا" التي كتبت باللغة العبرية, الآرامية والنبطية او اليونانية.

عملة من الفضة من كهف التوأم, 135-134 ميلادي. وجه: واجهة الهيكل في القدس مع الكتابة "شمعون"
ظهر: الأصناف الأربع مع الكتابة "من اجل حرية القدس"
تصوير:
كلارا عاميت

كهوف "بار كوخفا"

العديد من المخطوطات حفظت في مغارة بار كوخبا والتي يحتوي مضمونها على نصوص أقتصادية, عسكرية, قانونية او إدارية الى جانب النصوص الشخصية. أضافة الى ذلك تم العثور على نصوص دينية من مجموعة "نصوص التوراة". جلبت تلك المخطوطات الى المغارة بيد الهاربين من الجيش الروماني أبان ثورة "بار كوخبا" (132 – 135 ميلادي), وهي تحتوي على دلائل للصعوبات الأقتصادية والشخصية التي واجهها المتمردون. نجد في المخطوطات الرسائل المتبادلة بين قائد الثورة وبين الثوار الذين ضمن قيادته. غالبية النصوص تحمل تاريخ كتابتها, رأس حربة من وادي الخابات الفترة الرومانية
تصوير:
ميكي كورين
من هنا أهميتها لدراسة آثار الفترة الرومانية (أيام المشناة والتلمود).

رأس حربة من وادي الخابات الفترة الرومانية
تصوير:
ميكي كورين

لمخطوطات التوراة أهمية كبرى لدراسة التوراة وذلك, لأنها تشبه نص " التقليدي " من هنا فان التوراة قد تحددت نهائيا حتى القرن الثاني ميلادي. من بين النصوص الدينية يجدر الذكر نصوص "التيفيلين" و "المزوزا". كذلك نص أدبي يشمل صلاة لصهيون ونص من كتاب الأثنى- عشر باللغة اليونانية.